٢٠٢١ على خطى اليزابيث جيلبرت

من يعرفني عن قرب يعلم كم تعنيني اليزابيث جيلبرت وكتابها طعام صلاة حب الذي قرأته ٦ مرات وشاهدت الفيلم المصور منه اكثر من ٢٠ مره ، نعم بلغت قدراتي سرد الحوارات ومازلت في كل مره أنتبه لشعور جديد أو أدرك معنى بشكل أكبر ..

قبل عامين تخليت عن كتابة قائمة أهداف للعام الجديد لأنها مربكة بالنسبة لي وجعلتني تحت ضغط كبير أفقدني المتعة تماما ومن حينها اعتمدت طريقة القيم العليا احدثت اثر عميق فيني واستمتعت جدا بتحقيقها لكن وقعت تحت محاولة الموازنة بين تلك القيم لاني أكثرتها أربكني ذلك وفي اخر العام وجدت أني عمقت اثنتان بشكل رائع اما البقية فلم استطع ايفائها ..

الهمتني اليزابيث او كما احب اناديها صديقتي ليز إلى الاكتفاء بثلاث قيم والتركيز عليها ، كان اسبوع تحديدها ممتلئ بالصمت والمشي والكثير من التفكير لكن بسؤال ماهي القيمة التي لو ركزت عليها هذا العام ستحدث اثرا واضح ورضا تام ، ماهي القيمة التي ستمكنني من بلوغ قيمي الاخرى بسهولة، لحظتها ادركت كلماتي التي عنونت بها عامي ..

لماذا قيم وليست اهداف..

الهدف واضح ومحدد هو نقطه الوصول ولحظة بلوغها كل مادونه محاولات ومسير بمجرد تحقيقه ستكون بين خيارين البحث عن هدف اخر او العودة الى ماكنت عليه ، الوقت فيه محدد والطريق غالبا واحد يصاحبه الكثير من الضغط ..

القيمة واضحة لامحدودة كل يوم يمكن الاضافة لها وتعزيزها اكثر والوقت فيها متسع ولا ينفذ والسبل فيها لانهائية لا تشعرني بالضغط بل بالكثير من التقدير والرضا ..

انصت لروحك وللكون من حولك واعلم يقينا ان روحك ترشدك لخياراتها لتعيش حياة طيبة فقط انصت بلا أحكام ولا مقارنات ولا تفكير في الضغط الاجتماعي وماذا يُنتَظر منك ان تنجز حتى توفي قائمة متطلباتهم  ..

العام الماضي بعد ان عصفت كورونا بظروف الحياة وقيدتها كانت فرصة للتركيز على الذات ومع تعالي الموجة الثانية والكثير من القيود والاحترازات لكي لايتكرر سيناريو العام الماضي  الذي بالمناسبة كان مميزا جدا بالنسبة لي ولم انتهي منه باحباط بل بالكثير من الرضا بدل التركيز على الخارج كان الداخل هو سمائي ، لذا اركب موجة الكون دائما ولا تقاوم ..

الكلمة الأولى .. التشافي

لسنوات مضت تمرست على التجاهل لاني لا استطيع التوقف ابدا حتى حين يقع جسدي بوعكة صحية أقاوم لاني لا استطيع التوقف ابدا .. اتجرع اكواب القهوة فنجان بعد الاخر لأني لا استطيع التوقف وكذلك ذهني تجري فيه الافكار وتتصارع بشكل متوتر لايمكنه التوقف ابدا.. سئم جسدي مني و بدأ يعبر عن تذمره بعصبية القولون و باعراض لم اعتدها وحساسيات مفاجئة اعلم يقينا ان رسالتها .. ارجوك توقفي لم اعد استطيع مجاراتك هذا المارثون لا ارى له طريق و لا يبدو عليه الانتهاء ابدا ..

الكلمة الثانية .. الكتابة

هذه المدونة كانت حلم يصحو ويغفو منذ سنوات بطبيعتي أحب المشاركة ولم أنسجم يوما مع طوفان الشبكات الاجتماعية المقتضب ابدا ، كنت أجد نفسي في المقالات والتدوينات والحكايا الطويلة .. دوما كانت الكتابة سبيلي للتعبير والتخفف حينما تثقلني أيامي وتغلبني مشاعري ..

الكلمة الثالثة .. الحضور

هنا والآن لم اكن ادرك نعيم هذه الكلمتين وانهما كل ما املك لحظتها ، دوما اجد نفسي استذكر شيئا من الماضي الذي انقضى او اترقب لحظة مستقبلية ستأتي لامحال او قد لا تأتي ابدا .. يتقافز ذهني بين نوافذ تطبيقات هاتفي تتسرب اللحظات دون شعور .. اتصفح نهاية اليوم نتائج البحث في المتصفح واشفق على ذهني من ارهاق التساؤلات والافكار اللي يتقاذفها طوال اليوم.. نعم اختار اللحظة وسأسعى للحضور التام فيها ..

أتمنى لكم أيام طيبة ..

رأيان حول “٢٠٢١ على خطى اليزابيث جيلبرت

  1. وصلت لمدونتك بالصدفة جمعنا حُب الكتاب نفسه قرأتة قبل سنوات واثره باقٍ داخلي وهذه الفترة احتجت أرجع اقرأة لاني شعرت مثل ليز بِالإنطفاء والحاجة الى التغيير.
    أحببت مقالتك من كُل قلبي 🤍

    Liked by 1 person

أضف تعليق