مرحبا .. كيف حالكم
افتقدت المشاوكة هنا لشهرين ولعل هذه التدوينة سبيلا جديدا للكتابة اكثر .. كتبتها صباح اليوم بكل بساطة شعور دون أن اراجعها ، أتمنى لو قرأها مصاب ان تكون سلوى له في عزله وطمأنينة لروحه ..
في نهاية شهر رمضان ثبتت اصابتي بفايروس كورونا المستجد كانت تجربة اختبرت الكثير فيني جسديا ونفسيا وروحيا تجاوزتها بحمد الله ولطفه والآن بعد شهر و أكثر من التعافي وددت مشاركة تجربة المرحلة من عدة جوانب لان الضوء لم يسلط إلا على أعراضها من ناحية جسدية ولا امانع البدء فيها
بدأت معي الأعراض بارهاق شديد وصداع لايحتمل بالاضافة إلى عدم القدرة على الارتواء بشربة الماء عملت مسحة وظهرت سلبية لكني انصت لصوتي الداخلي الذي اصر على أن الأمر ليس عاديا ابدا وتلك الاعراض مختلفة عن أي تعب سابق واستمريت في تجنب أهلي بعدها عملت المسحة الثانية وفعلا كانت ايجابية .
الأعراض بلطف ربي لم تستمر أكثر من ٤ أيام ظهر بعدها سعال بالمعدل المعتاد اخترت وقتها أن لا أتناول المسكنات واعتمدت على محلول معالجة الجفاف لم استطع حينها أن أتناول أي شي حتى لو حبة فيتامين فاخترت الراحة والنوم الطويل .. بعد انقضاء ١٠ ايام العزل تفاجأت بضعفي وفهمت أن التعافي يقصد به نشاط الفايروس وقدرته على العدوى وليس تعافي الجسد بعد الفايروس الذي استمر لاسبوعين اضافية حتى استرددت طاقتي اخترت حينها أن انصت لجسدي بالكامل حافظت على نومي الليلي ولم اتردد في أخذ غفوات نهارية كلما احسست بحاجته للراحة والمغذيات الداعمة ..
جائحة كورونا في عمومها كانت فرصة اختبار لايمان البشر بأقدار الله و وبقضائه عامة وبالمرض والموت خاصة ، ولعل أحد اسباب زعزعة ذلك هي النغمة التي كانت تتحدث بها المنابر الرسمية في بداية الجائحة جعلت المجتمع يتعامل مع المصاب بطيف المجرم أو صاحب الخطيئة حين يصاب أو ينقل العدوى أو الضحية حين يتوفى متناسين أن ساعة الموت واحدة فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون والفايروس ليس إلا سبب ، و للأسف نفس النغمة تتكرر حالياً مع موضوع أخذ اللقاح والتعامل مع من لم يتلقاه على الرغم من انه اختيار ..
كل من سالني كيف اصبت بالعدوى كانت اجابتي أمر الله وهنا أود أن أشكر كل من تواصل معي ولم يسألني هذا السؤال لأني فعلا حتى هذه اللحظة لا أعلم كيف اصبت بها .. رمضان هذا التزمت العزلة وحتى التسوق اعتمدت على تطبيقات التوصيل وأهلي كلهم محصنين بالتعافي واللقاح سويا لكنه أمر الله الذي لم يكن ليخطئني وكنت سابقا منذ رفع الإغلاق أخرج بشكل شبه يومي واختلط بالناس في كل مكان لكن كان امر الله لم يكن ليصيبني حينها ..
وهذا ينقلني إلى الحديث عن الجانب النفسي للمصاب الذي أصيب بالفايروس الذي أرعب العالم عام ونصف حتى الان و لأني اثق أن أي شعور وفكرة تزرع فينا لا يمكن تجاوزها بسهوله، صحيح أني تلقيت رسالة الاصابة بالرضا والحمد لله على ماقدر لكن الشعور كان ثقيل بين الوهن بسبب الأعراض و شعور العزل بالاضافة الى ثبوت اصابة الصغيرين اللذين وبحمد الله لم يصاحبهما أي أعراض فشكراً لعائلتي ولكل من دعمني وقتها باتصال أو رسالة أو دعوة لم أعلمها أنتم بالقلب ..
تعافيت بروح ممتنة لربي بوافر النعم التي نغرق فيها كل يوم بدون انتباه ولوطني الذي ابدع في احتواء الجائحة منذ بدايتها حتى هذه اللحظة ..
دمتم بحفظ الله ولطفه ..