فيكا .. قداسة القهوة في السويد

يحتفي العالم هذا اليوم الأول من اكتوبر باليوم العالمي للقهوة كمشروب عالمي يزدهر الطلب عليه يوما بعد الاخر ، لكن حتى الآن لا احد يستطيع منافسة الدول الاسكندنافية وتحديدا فنلندا والسويد في استهلاك القهوة حيث يبلغ معدل استهلاك الفرد السويدي ١١ كيلو جرام من البن سنويا !!! فما السر وراءه

فيكا ..

مفردة سويدية ترفض الترجمة وترمز الى طقس شعبي يومي نتج من شغف السويديين بالقهوة والاستمتاع بها المفردة التي اصبحت جزء من يوم المواطن السويدي و ركيزه في جدولة أعماله و أسفاره .

فيكا ..

دعوة مفتوحة للاستراحة من كل شي والتوقف لشرب القهوة بهدوء والاستمتاع وسط زحام الاعمال اليومي في العاشرة صباحا والثالثة بعد الظهر لمده تتراوح بين ١٥-٤٥ دقيقة تخلو المكاتب من موظفيها بلا اذن مسبق وتتوقف ربات البيوت عن اعمالهم المنزلية ويتكاثف الناس في المقاهي لأجل الفيكا ..

واذا كنت تتساءل مثلي بماذا تتميز عن شرب القهوة العادية فليست كل قهوة يشربها السويديون هي فيكا .. هي طقس للاسترخاء والاستمتاع والتواصل بحضرة قهوة او حتى اي مشروب اخر مع قطعة من الحلوى تسمى fikabrod من المخبوزات السويدية التي تتنوع بحسب الموسم ويتم الاحتفاء ببعضها في ايام مخصصة على أجندة الايام السويدية حيث يحتفون على الاقل ب ٢٧ نوع حلوى خلال العام اشهرها ..

Semlor كعك بالهيل يحشى بمزيج من اللوز والحليب تعلوها الكريمة المخفوقة يحتفى بها بعد احتفالات رأس السنة
Kanelbulle مخبوزات بالقرفة او الهيل يحتفى بها في ٤ اكتوبر
كرات الشوكلاته يحتفى بها في ١١ مايو

الى جانب أكثر من ١٠٠ نوع حلوى وكتب تصدر بوصفات مبتكرة لحلويات الفيكا احدها من اصدار ايكيا ، انها الولع الذي لايمكن لأي سويدي تخيل يومه بدونها وهي ليست الا الجزء ذائع الصيت من نمط الحياة السويدي لاغوم مثل هيغي الدنماركي لكنه بمعنى يقارب الاعتدال واعطاء الأمر حقه بلا زيادة او نقصان ..

يدعي السويديون أن أكثر الافكار ابداعية تولدت في لحظات فيكا  ، وادارة ايكيا تصفها بأنها أكثر من استراحة لتناول القهوة ، اما على مستوى الارقام والانتاجية اظهرت السويد تزايد في كفاءة موظفيها بشكل طردي على مدار ١٠ سنوات متتالية !! اعتقد انها فكرة تستحق التجربة في بيئات العمل .

وانا بعد معرفتي واعجابي بها توقفت تماما عن شرب القهوة على عمل او على عجل كما يقول محمود درويش واصبح وقتها مستقطعا للهدوء او للاحاديث اللطيفة فقط بحثت عن مقاهي ذات هوية سويدية لتجربة الفيكا لم اجد سوى مقهى واينز والذي اقتصر على انواع الحلويات المعتادة في السوق بلا اهتمام بهوية المقهى الاصلية او السعي لتسويقها ، لذا يبدو ان التجربة ستكون منزلية ..

أدخل بريدك الإلكتروني للاشتراك واستقبل أحدث التدوينات فور نشرها

الإعلان